القانون الدولي العام

القانون الدولي العام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على رسول الله وعلى أصحابه ومن ولاه، اللَّهُمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. أمَّا بعد: فإِنَّ العلاقات بين الدول بتنافسها، صراعها، تعاونها و تضامنها لا بُدَّ أَن تنزوي تحت مظلةٍ قانونية من أجل تنظيم علاقاتها سواء تمتعا بالحقوق أو تحملا للواجبات. هكذا فالقانون الدولي هو القانون المنظم لهذه العلاقات الدولية سواء كان خاصًا أو عامًا. وتتجلى أهمية تدريس القانون الدولي العام من خلال تنمية الملكات القانونية وذلك عن طريق الأطلاع على مفهوم النطاق الدولي طبقًا لقواعد وأحكام هذا القانون والمجال الذي تمارس فيه الدولة نشاطها. وعلى هذا الأساس لَا بُدَّ التطرق بشكل مختصر إلى:

  1. تطور التاريخي للقانون الدولي العام.
  2. تعريف القانون الدولي العام.
  3. مصادر القاون الدولي العام.
  4. أشخاص القانون الدولي العام.

تطور التاريخي للقانون الدولي العام

عدل

لقد عرف القانون الدولي مراحل تاريخية منذ العصور القديمة حيث كانت هناك علاقات بين (الحضارات القديمة فقد ارتبطت بابل بأشور وعقد معاهدة سلام بين رمسيس الثاني وملك الحيثيين 1292 قبل الميلاد، و(الحضارات اليونانية) بين المدن اليونانية مما أنشأ قواعد قانونية و(الحضارات الرومانية) من خلال قانون الشعوب. كما أن القانون الدولي قد ساد في القرون الوسطى من خلال المجتمع الإسلامي والمجتمع الأوروبي، لكن ما ساهم في ترسيخ المبادئ الأولى الأساسية لهذا القانون معاهدة وستفالي حيث يعتبرونها عهد ميلاد القانون الدولي المعاصر، من سماته في هذه المرحلة السلمية-التنضيمية-العالمية-الشمولية-التنوع-النسبية.

تعريف القانون الدولي العام

عدل

لقد كان القانون الدولي العام منذ معاهدة وستفالي يعرف على أنه مجموعة من القواعد التي تعين حقوق الدول وواجبتها في علاقاتها المتبادلة، غير أن هذا التعريف وإن كان سليمًا لاشك فأنه يبقى ضيقا، ذلك أن العلاقات الدولية في عصرنا الحالي لا تقتصر على الدول فقط فهناك المنظمات الحكومية والكيانات المتقاربة للدول كالفاتيكان. لذلك ثم أعطاء تعريف واسع هو(مجموعة القواعد التي تنظم علاقات المجتمع الدولي، خصوصا الدول والمنظمات الدولية الحكومية باعتبارها أشخاصا رئيسية مُخَاطبة بالقواعد القانونية الدولية).

مصادر القاون الدولي العام

عدل

تتعدد مصادر القانون الدولي العام يمكن تقسيمها إلى (مصادر اتفاقية) وهي المعاهدات وهي اتفاق يهدف إلى احداث أثر قانوني، والمعاهدات تتطلق عادة على الاتفاق يغلب عليه الطابع السياسي هناك تسميات أخرى فنجدالاتفاقية والعهدأوالميثاق والنظام الأساسي والبروتوكول. (المصادر غير الاتفاقية) تتمثل في العرف الدولي وهو مجموعة القواعد التي تنشأ في المجتمع الدولي بسبب تكرار الدول لها لمدة طويلة إلى حد الاعتقاد بألزاميتها والعرف بمثابة قانون غير مكتوب. (المصادر المكملة) تتجلى في المبادئ العامة للقانون وهي مجموعة من المبادئ تستنذ إليها وتقرها معظم الأنظمة القانونية لمختلف الأمم. من أمثلة عن بعضها -العقد شريعة المتعاقدين-احترام حق الدفاع. (المصادر الاحتياطية) وهي أحكام المحاكم والفقه الدولي، أحكام المحاكم مجموعة القرارت والأحكام التي تصدرها مختلف الهيئات القضائية والتحكيمية الدولية الفقة الدولي أقوال فقهاء القانون العام، كماأن هناك مصدر آخر (التصرفات الانفرادية) هي إظهار من جانب واحد لإرادة أحد الأشخاص القانونيين الدوليين لم يلبث أن يترتب عنه أثر قانوني من أمثلة هذه التصرفات -الاشعاروتبليغ-الاعتراف-التعهد-الاحتجاج-التخلي.

أشخاص القانون الدولي العام

عدل

أشخاص القانون الدولي العام هم المُخاطبون بالقواعد القانونية الدولية، على رأسهم الدولة كشخص رئيسي في القانون الدولي ثم هناك المنظمات الدولية.

الدولة

عدل

يمكن تعريفها على أنها جماعة بشرية تقيم بصفة دائمة ومستقرة في إقليم معين وتخضع لسلطة تمثلها على المستوى الخارجي.إذن تتكون الدولة من الشعب/الاقليم/السلطة الحاكمة. أشكال الدول: هناك (الدولة البسيطة التي تنفرد بإدارة شأونها الداخلية والخارجية سلطة واحدة والغالبية العظمى من دول العالم دول بسيط. ثم (الدولة المركبة) تتكون باتحاد أكثر من دولة أو ولاية مستقلة بشؤونها مع وجود رابطة الخضوع لسلطة حكومة مشتركة أو تحت رئيس واحد. حقوق الدول: حق البقاء -حق الحرية والاستقلال -حق المساواة -حق الاحترام المتبادل. واجبات الدول:واجب تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية -واجب تقديم المساعدة الأمم المتحدة -واجب عدم التدخل في شؤون الدول -واجب احترام حقوق الإنسان. مسؤلية الدولية: عند وجود ضرر لحق بدولة ما نتيجة فعل غير مشروع، حالاتها: مسؤلية تعاقدية عند الاخلال بما تلتزم به الدولة، المسؤلية التقصيرية عن أعمل إحدى سلطاتها التشريعية أو القضائية أو التنفيدية. ينتج عن المسؤلية التقصيرية-الترضية-التعويض العيني-التعويض المادي.

المنظمات الدولية

عدل

يمكن تعريفها على أَنَّها ذات هيئات دائمة تنشأ نتيجة اتفاق بين مجموعة أشخاص القانون الدولي لتحقق أهداف مشتركة. تتميز بالديمومة والاتفاق والشخصية القانونية الدولية، هناك منظمات دولية من حيث امتدادها الجغرافي ذات الصبغة العالمية أو الاقليمية، ومنظمات من حيث موضوعها هناك منظمات مختصة في موضوع معين وهناك من يشمل نشاطها مواضيع عديدة كمنظمة الأمم المتحدة، ثم من حيث سلطاتهاهناك منظمات لديها خصوصية اتخاد القرارات وفرضها على الجميع وهناك منظمات تتميز باتخاذ التوصيات التي لا تلزم الدول في تنفيذها.