تعريف وأهمية علم الحديث

تعريف علم الحديث

عدل

الحديث لغة ً: حديث : اسم مفعول من مادة ( ح د ث ) ، على وزن ( فعيل ) كـ : ( غسيل ) و ( حبيب ) و ( جريح ) بمعنى مغسول ومحبوب ومجروح.

والحديث : هو الشأن الحادث أي الذي وقع مؤخراً. أو هو : ما كان بعد أن لم يكن. وعلى هذا أطلق لفظ ( الحديث ) ليكون مقابلاً لكلمة ( القديم ). فالحديث ضد القديم.

كما أُطلق ( الحديث ) ليدل على ما أحدثه الإنسان من كلام. فكلام المرء حادث.

واصطلاحاً : أطلق لفظ ( الحديث ) ليدل على ما أُثرَ وأُسند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام. فكل كلام نبوى جاء بعد قولنا : ( قال رسول الله ) أو ( عن رسول الله ) أو قول صحابى ( سمعت رسول الله يقول ) .. إلخ فهو حديث نبوى.

وتوسع معنى الحديث - في المصطلح - ليدل على كل قول أو فعل أو تقرير أو وصف خُلُقى أو خِلقى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعليه يمكن تعريف علم الحديث إجمالاً على أنه : هو أقوال وأفعال وتقريرات وصفات النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - الخُلُقية والخِلقية.

وعلم مصطلح الحديث : هو مجموع القواعد والمباحث الحديثية المتعلقة بالإسناد والمتن، أو بالراوي والمروي حتى تقبل الرواية أو ترد.

الخبر - الأثر - الحديث

عدل

يطلق الحديث ويقصد به ما أُسند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . بينما الأثر فيطلق ويقصد به ما جاء من أحاديث أو أخبار عن مَن هو دون النبى - صلى الله عليه وسلم - كالصحابة والتابعين وأتباع التابعين والعلماء السلفين.

أما الخبر فهو عام ويشمل هذين القسمين. فكل حديث خبر ، وكل أثر خبر. بينما ليس كل خبر حديثاً إلا إذا كان متعلقاً بشخص النبى - صلى الله عليه وسلم - وليس كل خبر أثراً إلا إذا تعلق بمن هو دون النبى - صلى الله عليه وسلم - .

السُّنّة النبوية

عدل

سنة المرء هي نهجه ، وسيرته ، حسنة كانت أو سيئة.

وتطلق السنة ويراد بها الطريقة.

وجمعها سُنن أو سَنن ، وهي تدل على الأمر المتكرر الذي لا يتغير ولا يتبدل ويصير بمثابة القاعدة المطردة ، قال تعالى : ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ) [الإسراء:77]

والسنة لفظ يدل على الاتباع والاحتذاء.

والسنة النبوية هي ما ثبت لها صفة الوحى من أقوال النبى - صلى الله عليه وسلم - وكذا أفعاله وتقريراته. فليس كل كلام تكلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعد وحياً وليس كل فعل كذلك فهناك أمور يطلق عليها العلماء أموراً جبلية أو هي في حكم العادات كان يفعلها النبى - صلى الله عليه وسلم - بحكم أنه بشر ، ولا تتعلق بالوحى الإلهى بصلة.

بين السُّنّة النبوية والحديث

عدل

يطلق البعض لفظ ( السنة ) ويريد به ( الحديث ) كما يطلقون لفظ ( الحديث ) ويريدون به ( السنة ) فهم يعدونها من المترادفات. وهذا ليس بصحيح ، فهناك فروق اصطلاحية لا ينتبه إليها البعض بين اللفظين. فالحديث أعم من السنة. والسنة أخص.

فالحديث فيه الصحيح والضعيف والشاذ والمنكر والمقبول والمردود . بينما السنة ليست كذلك. وهذه كلها مصطلحات تتعلق بالحديث وليست السنة.

فالحديث الضعيف والموضوع لا يؤخذ منه سنة. كما أن ليس كل حديث صحيح يؤخذ منه سنة نبوية حيث أن هناك الناسخ والمنسوخ ، فالمنسوخ ليس من السنة بالنسبة لنا وإن كان كذلك قبل نسخه .. وهكذا

والخلاصة : الحديث هو المادة التي تؤخذ منها السنة.

مزيد

أهمية علم الحديث

عدل

إن علم الحديث ذو أهمية بالغة حيث أقيم بنيانه لغاية عظيمة وأغراض نبيلة منها :

1. أنه تم بذلك العلم حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل , فقد نقلت الأمة الحديث النبوي

بالأسانيد , وميزت به الصحيح عن السقيم , ولولا هذا العلم لالتبس الحديث الصحيح بالضعيف و الموضوع , ولاختلط كلام الرسول بكلام غيره .

2. أن هذا العلم وضح المنهجية التي سلكها العلماء الأولون لإثبات الحديث وتنقيته من الدخيل

بما وضعوا من موازين منضبطة وما سلكوا من سبل تجمع بين المنهج السليم والأمانة العلمية الواضحة , وإنما كان حرص العلماء على تقعيد القواعد التي بها يعرف الحديث المقبول من المردود , أن الحديث يأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن , وما ينسب إلى رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يحمل ــ عندما يكون مما يحتج به ــ طبيعة الإلزام والتكليف لكونه نصاً شرعياً من السنة التي هي بيان الكتاب , ومن ثم لا بد من عرض مالا بد منه من علم أصول الحديث بغية تكوين الملكة التي بها يميز الطالب الغث من الثمين ، ويعرف صحة ما هو منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم صحته ، وذلك في ضوء تلك القواعد الرائعة لهذا العلم .

وفي ذلك أيضا تصحيح لكثير من المفهومات الخاطئة التي يلصقها بعض المستشرقين أو المستغربين ( المدلسين ) جزافاً في طريق أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويثيرون الغبارهنا وهناك .:)

3. أن قواعد هذا العلم تجنب العالم خطر الوعيد العظيم الذي يقع على من يتساهل في رواية الحديث وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المستفيض عنه : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر : ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار )

4. أن هذا العلم قد أجدى فائدة عظيمة في تنقية الأذهان من الخرافات , وذلك أن الإسرائيليين وغيرهم حاولوا نشر ما لديهم من الأقاصيص والخرافات الكاذبة والأباطيل , وهذه الأمور داء وبيل يفتك في عضد الشعوب ويمزق الأمم , إذ تجعلها أوزاعا متفرقة هائمة على وجه البسيطة لا تميز الحق من الباطل ولا تفرق بين الصواب والخطأ , فيسهل مقادها ويسلس لكل ناعق يدعو إلى الهلاك والردى . فالعالم الإسلامي حيث يقوم بذب الكذب عن الحديث يقوم بعمل ذي صبغة إنسانيه وأخلاقية , فضلا عن أداء الواجب الديني , لأنه يربي بذلك عقول صحيحة تعقل وتفكر وتسير في الحياة بمنهج علمي وعقلي صحيح .

5. أن هذا العلم يفتح الطريق أمام الباحثين لتحقيق معاني المتون وإدراك مضموناتها ، ثم الاطمئنان إلى الاستشهاد بها في كافة العلوم المختلفة , إذ أن الاطمئنان إلى صحة النص يجعل الطريق ميسرة في أكثر الأحوال للاستشهاد به ، وحسبنا مقولة فقهائنا الأجلاء : إذا صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقوله عرض الحائط .

أقسام علم الحديث

عدل

ينقسم علم الحديث إلى قسمين :

1- علم الحديث رواية وهو هو علم يشتمل على نقل ما أضيف إلى الرسول صلى اله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفه و ما أضيف من ذلك إلى الصحابة والتابعين على الرأي المختار .

2- علم الحديث دراية.

موضوعه : علم الحديث درايه يشتمل على الراوى والمروى أوعلى السند والمتن من حيث القبول أو الرد أو التوقف فهو يبحث في حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وما يتصل بها من أحكام كما يبحث في أحوال الرواة وشروطهم وفى أنواع المرويات وما يتعلق به من أحكام ثمرته : ثمرة هذا العلم تتمثل في معرفة المقبول والمردود وبمعرفة المقبول يُعرف الحديث المعمول به الذي يثبت به الحكم الشرعي أويُفصل به حكم ورد مجملاً في القرآن الكريم أو يخصص به ما جاء عاماً في القرآن وهكذا..

وبمعرفة المردود يُعرف الحديث الموضوع أو الضعيف الذي لا يُعمل به فيُترك وينتبه إليه المسلمون ولا يحتجون ولا يعملون به وتتركز ثمرة هذا العلم في الحفاظ على الشريعة الإسلامية وأحكامها وأدلتها.

نسبته : نسبة هذا العلم لعلم الحديث رواية كأصول الفقه بالنسبة لعلم الفقه فهو أصول الرواية وبه يمكن الوصول للحديث الصحيح وتمييزه عن غيره ومعرفة أنواع الحديث وما يكون حجة في إثبات الأحكام وما لا يكون ومعرفة أحكام الحديث واضعه : أول من وضع مسائل هذا العلم هو الإمام الشافعى في كتابه ) الرسالة ( وكتابه ) الأم ( ثم جمع الإمام الترمذى بعض بحوث هذا العلم في خاتمة جامعة وأما من وضع كتابا مستقلا في علم أصول الحديث فهو القاضى الرامهرمزى فضله / هذا العلم من أهم العلوم الدينية وأشرفها لأن به نتوصل إلى الصحيح من أحاديث رسول الله صلى اله عليه وسلم وبهذا يتم الفوز بدعاء النبي صلى اله عليه وسلم لمن بلغ حديثه إلي أمته كما سمعه قال صلى الله عليه وسلم: )نضر الله امرء سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع( رواه أبو داود والترمذي. يستمد هذا العلم : تستمد بحوث هذا العلم مما كتبه العلماء عن تاريخ الرجال والرواة ونقدهم ونقد المتون والمرويات. حكم تعلمه : تعلم هذا العلم فرض كفائي بمعنى إذا تعلمه البعض ممن يكونون كافين في سد الحاجة وخدمة السنة سقط الطلب عن الباقين ويكون

متى ظهر علم الحديث رواية؟

عدل

جارى منذ بداية القرن الثاني الهجري في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

متى ظهر علم الحديث دراية

عدل
..

متى ظهر علم الحديث دراية