حضارات الشرق الأقصى

الحضارة الهندية

عدل
 

تمهيد

عدل

يقسم تاريخ الهند القديم إلى حقبين كبيرتين هما:

  • عصور ما قبل التاريخ: التي امتدت إلى آلاف السنين
  • العصور التاريخية: التي بدأت متأخرة مقارنة بالحضارات الأخرى في واد النيل وبلاد الرافدين والشام

إكتشف علماء الأثار في شبه القارة الهندية مواقع تعود للعصر البرونزي، واعتمد الهنود في إقتصادهم خلال فترة ما قبل التاريخ على زراعة المحاصيل وتربية القطعان الأليفة من الأغنام والمعز والأبقار

ويرجع تاريخ الحضارة الهندية القديمة إلى نحو سنة 3500ق.م وتدل القرى والمدن القديمة على وجود نظام حكومي وإقتصادي أي كيانات سياسية منتشرة في شبه القارة الهندية.[1]

شعب وادي السند

عدل
 

تعتبر حضارات وادي السند أقدم حضارات الهند وأعرقها وكان اكتشافها عام 1922م من بين أهم الأحداث الأثرية في القرن العشرين، وتعرف باسم "هارابا" "Harappa" وهو أشهر مواقع محافظة بنجاب (في باكستان حاليا)، ارتبطت هذه المدينة التاريخية بممارسات زراعية وظهور المدن في العصر البرونزي، وبعد هذا التطور الحضاري الذي بدأ في دلتا نهر السند، ثم إنتقل تدريجيا إلى الشمال الشرقي من المنطقة

كانت المدن الكبرى وعلى رأسها "هارابا" و"موهنجو دارو" تتألف من قلعة على مرتفع تقوم حوله مساكن المحليين، كانت القعلى مركز لمعظم المباني العامة الكبرى[2]

 

ففي قلعة موهنجو دارو مثلا هناك الحمام الكبير المبني بالآجر ومخازن الحبوب، أما المدينة السفلى فتضم المباني السكنية المبنية من الطوب مع شوارع متقطعة ومنازل صغيرة وكبيرة، ودلت أعمال التنقيب على مستوى رفيع من المعماري ووجود نظام للصرف الصحي من أرقى ما عرف في التاريخ القديم[2]

وتشير الأثار الباقية إلى حضارة مادية، راقية ومتنوعة، كان صاعنها حرفيون وأصحاب مهن متقنون لما كانوا يقومون به، وقد اكتشف علماء الآثار العديد من الأدوات الدقيقة المصنوعة من النحاس والبرونز، كما أبدعوا في صنع الفخار وتشكيله بأنماط مختلفة مستعملين في ذلك دولاب صنع من الفخار، وثمة عدد كبير من التماثيل المصنوعة من الغضار المشوي المعروف بإسم "التيراكوتا" "Tera-kota" كما عثر على مجموعة كبيرة من الأختام التي إحتوت على كتابات بخط تصويري لم يتمكن العلماء من فك رموزه لحد الآن.[3]

كانت طرق النقل البري والنهري منظمة تنظيما جيدا. ويبدوا أن مدن السند، كانت لها علاقة مع بلاد الرافدين، وتذكر الوثائق التجارية الرافدية التي تعود إلى العصر الأكادي قوائم بأسماء بضائع من ملوحا "Melaha" وهو الاسم السومري القديم لوادي السند. كما تظهر التنقيبات الأثرية إستقرار جاليات من التجار الهنود في بعض المدن الارافدية، بحيث عثر على أختام لهم في مدينة أور وغيرها، كما توسطت دلمون (البحرين حاليا) الطريق بين ملوحا وبلاد الرافدين.[4]

ازدهرت حضارة واد السند على مدى خمسة أو ستة قرون ما بين 2300-1750 ق.م ثم اضمحلت بعد فترة قصيرة من الانحطاط ويبدوا اليوم أن مدن السند خضعت أولا لسيطرة العناصر الدرافيدية وتابعت حضارتها قبل أن تتعرض المناطق كلها لإجتياح القبائل الآرية، وما زال الكثير عن هذه الشعوب وحياتهم مجهولا مع أن الأختام أشهر المدينتين موهنجو دارو في السند وهارابا في البنجاب كما وجد علماء الأثار من قرى صغيرة الأخرى من إقليم كجرات الممتد من جنوب الهند إلى الهمالايا شمالا[5]

التجارة الحرف

عدل

زودت التجارة السكان واد السند بالمنتجات الضرورية والأغذية والمواد الخام الأساسية مثل الخشب والقطن والأصباغ والمعادن والزجاج ويعتقد العلماء أن التشابه القوي بين حضارة واد السند وبلاد الرافدين في العراق تجارة بحرية.[6]

الآريون

عدل

تعتبر سنة 2500ق.م أوج فترة عطاء عرفتها مدينة "هارابا" إلا أن في حلول القرن الثامن عشر ق.م حل دمار بهذه المدينة في ظروف مجهولة، وصاحب تدمير هذه المدينة الهجرات الآرية لمناطق نهر السند حيث أنهم دخلوا المنطقة من شمالها-الشرقي عبر ممر خيبر وسموا بالآرية نسبة للغة السنسكريتية "آريا" 'Arya" يعني النبلاء. ومع دخولهم إلى المنطقة أصبحوا هم الأسياد فقد هاجروا السكان الأصليين نحو الجنوب، ومنهم من إستعبدوا وهم "داسا" "Dasa"

مع دخول الآري للهند شكلوا نظام الطبقي بإستحواذهم على الحكم في المنطقة، حيث قسموا المجتمع حسب "الفيدا" إلى:

 
  • الكهنة "البراهما"
  • المحاربين "غاتشرا"
  • عامة الشعب "وايسيا"
  • السكان الأصلين فكانوا الطبقة السفلى "شودرا"

يقسم تاريخ الهند الآرية حسب "الويدا" إلى:

  • التاريخ المبكر (1500-1000ق.م): وعرفوا فيها العربات القتالية التي تجرها الخيول، وكانت فيها بداية حياتهم المستقرة على الرعي.
     
    أشهر أنهار المقدسة عند الهندوس
  • التاريخ المتأخر (1000-550ق.م): استعملوا الحديد لينجوا منه أسلحة كما أصبحوا مستقرين يمارسون الزراعة

وتشكلت المملكة من اتحاد للقبائل، حيث توسعوا في هذه الفترة شرقا نحو الغانج

الديانة (الفيدا)

عدل

تعرض أسفار الفيدا من بدأ تكوين وتشكيل الوحدة الوجودية الفلسفية ويعتبر "فارنا" "Varna" إله السماء و"إندرا" "Indra" إله الرعد أهم المحركين للعالم عند الفيدا، وأباحت الفيدا تقديم القرابين ولم يكن لهم صنم كما احتكرت طبقة البراهمة تفكير الديني (بالسنسكريتية) للفيدا. دونت الملاحم الفيدية في القرن الثامن ق.م، منها نقش أشوكا.

الفيدا: تتكون من أربعة أقسام:

  • الريغ فيدا: أقدمها يعود إلى القرن السادس عشر ق.م
  • السما فيدا
  • الياغور-فيدا
  • الاتارف-فيدا

تناقل الكهنة الفيدا شفويا قبل تدوينها. تكلم شعوب المنطقة بعدة لغات منها: السنسكريتية-الفارسية القديمة-الإغريقية-اللاتينية

 
صورة للإسكندر المقدوني

الغزو الفارسي واليونان

عدل

مع ظهور الدولة الأخمينية فكرت في توسيع رقتها إلى إجتياح الهند وأصبحت ولايتها العشرين. ولما ضعفت الدولة الأخمينية، ظهر اليونان بقيادة الإسكندر الأكبر والذي إجتاح الفرس 330ق.م ثم الهند 326ق.م وبعد هذا الإجتياح تغيرت معالم الهند، لتأسيس نظام جديد.

شكل مملكة منظمة على يد تشاندرا غوبتا ماوريا سنة 321ق.م

حكم الماوريانية

عدل
 
حدود إمبراطورية مارويانة

قام تشاندرا غوبتا بتحويل الهند تحت حكم واحد، حيث قضى على الحكم ناندا في مدينة ماغدا الهندية، أوقف زحف سلوقوس ومنه أسس حكم ماوريا، وأستمر حكمها قرن ونصف من الزمن ما بين (321-185ق.م) أين بدأ يدب فيها الضعف وبدأ الحكم الأجنبي للهند، إذ إجتاحت شعوب أواسط آسيا منطقة الهند، ومن هذه الشعوب "الكاشان"

حكم الكاشان

عدل

بعد أشوكا، جاء حكام ضعاف للإمبراطورية الماوريانية حتى سقطت عام 185ق.م، فإنقسمت الإمبراطورية بعدها، رغم محاولات التوحيد التي ظهرت بمحاولة احتلال ماغدا المركز التقليدي للحكم وبقي الصراع قائما، وبقيت الديانية البوذية سائدة، وفي هذه الفترة التي بصدد عرضه فرقتان "هنينيان" أي العربة الصغيرة وهم الزهاد وطائفة (الماهايان) أي العربة الكبيرة، وهم المتطورون المنظمون، وفي هذه الفترة حدثت غارات شعوب أواسط آسيا وهم المغول الصينين بحثا عن الكلأ، ومن هذه القبائل زحفت عام 48م من الهندكوش واستولت على المناطق الجبلية المجاورة لولاية السند وبلوشستان وكابل في أفغانستان وأسست دولة عرفت بالكاشان التي بلغت أعز مجدها في الفترة (78-103م) في عهد ملكها "كانيشكا" الذي إتخذ من البوذية ديانة لدولته وجعلها عاصمتها بيشاور (الحالية).

ظهرت في الهند فترة طراز معماري جديد وهو (الغاندارا) الذي مزج عدة فنون معمارية هندية-إغريقية-إيرانية-سورية. كما أن ملكهم كانيشكا قد سك العملة نقدية، صور الآلهة اليونانية وزردشتية وبوذية.

 
حدود إمبراطورية غوبتا الثانية

بقيت هذه الدولة تحكم لفترة طويلة من الزمن إلى أن سقطت في عام 223م، بعد أن فوجئت بهجمة من جهة الهندكوش على يد الساسانين الفرس، فساد التوتر داخل الهند قرابة قرن من الزمن بعد سقوط دولة كوشان

إمبراطورية غوبتا (320-570ق.م)

عدل

تعرف هذه الأسرة بفترة إحياء سلالة الماوريا، حيث أسس أسرة غوبتا "تشاندرا غوبتا الأول" عام 320م وعاد مجد هذه الأسرة قرن من الزمن وتوسعت حدودها من خليج البنغال شرقا إلى غاية بحر العرب غربا، ولقد حكم هذه الأسرة بعد تشاندرا غوبتا الأول "سامودرا غوبتا" (330-380م) وبعده "تشاندرا غوبتا الثاني" (380-410م) وساد في هذه الفترة الأمان والسلام مثل الذي كان في عهد آشوكا، وبعد وفاة تشاندرا غوبتا الثاني يأتي للعرش "كومارا غوبتا" وكانت فترته حسنة إلى أن جاء قبائل الهون وقضت على الدولة في أواسط القرن الخامس الميلادي.

الحضارة الصينية

عدل

تنويه: هذا المقال لازال في طور العمل

  1. محمد إسماعيل الندوى، الهند القديمة حضاراتها ودياناتها
  2. 2٫0 2٫1 https://www.bbc.com/news/magazine-18491900
  3. غوستاف لوبون، حضارة الهند
  4. طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة
  5. بن علال رضا، محاضرات تاريخ الشرق الأقصى، ماستر تاريخ الحضارات في العصور القديمة، السنة الجامعية 2019-2020
  6. https://web.archive.org/web/20151124083819/http://www.mohenjodaro.net:80/mohenjodaroessay.html