خصائص الكواكب الفيزيائية
للكواكب مجموعة كبيرة من الخصائص الفيزيائية والمدارية التي تُمثل مادة خصبة للبحث العلميّ الفلكي. الخصائص الفيزيائية أكثر تنوعاً من خصائص الكواكب المدارية، وهي تختص بوصف جيولوجيا الكوكب -في حال كان صخرياً- وجوه ومغناطيسيته وتركيبه الكيميائي. توجد العديد من الطرق والوسائل التي تُستخدم لدراسة خصائص الكواكب الفيزيائية في نظامنا الشمسي من الأرض دون الاضطرار إلى الاقتراب منها، بل وقد اُبتكرت وسائل حتى لدراسة الكواكب الوَاقعة حول النجوم الأخرى والتي تَبعد عن كوكب الأرض مسافات لا تَقل عن آلاف بلايين الكيلومترات وعشرات السنين الضوئية.
تَتمثل دراسة خصائص الكواكب الفيزيائية في علم وَاسع كبير الأهمية يَحظى باعتناء بالغ في المجتمع العلميّ مقارنة بالعديد من فروع علم الفلك الأخرى يُعرف بـ"علم الكواكب" أو "العلم الكوكبي". يَنقسم علم الكواكب إلى عدة فروع تدرس الكثير من المجالات، لكنها تنصبّ جميعاً في دراسة الخصائص الفيزيائية للكواكب.
مقدمة
عدلبالنظر إلى صعوبة إرسال المسابير والمركبات الفضائية لاستكشاف الكواكب، والتكاليف الباهظة لذلك، فضلاً عن الفترات الطويلة التي يستغرقها إبحار هذه الآلات عبر النظام الشمسي الواسع ومترامي الأطراف، لوصولها إلى أهدافها في نهاية المطاف، فلا بد من الاعتماد بالشكل أساسيّ على تقنيات الاستشعار عن بعد (Remote-sensing) لدراسة الكواكب وأجرام النظام الشمسيّ المختلفة، أو حتى النجوم والمجرات البعيدة، والتعرف على خصائصها الفيزيائية المختلفة.
لكن، بالنظر إلى المسافات الشاسعة التي تفصل الأجرام السماوية عن بعضها عبر الفضاء الواسع فلا توجد الكثير من الوسائل المتاحة لاكتشاف هذه الخصائص، واختبارها والتعرُّف عليها، إنما لا تبقى لنا سوى وسيلة واحدة يُمكننا من خلالها دراسة هذه الأجرام والتعرف عليها، هي الضوء. الشيء الوحيد الذي يصلنا من هذه الأجرام التي تبعد عنا مليارات مليارات الكيلومترات هو الضوء فقط، ولا شيء غيره، والضوء هو المفتاح الذي سنعتمد عليه لنبني كل استنتاجتنا اللاحقة شيئاً فشيئاً.
قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، لكن الواقع أنه يمكننا من خلال شيء بسيط جداً التعرف على أكثر خصائص هذه الأجرام دقة، بما في ذلك بعدها عنَّا، وحرارتها، ولمعانها الظاهريّ والحقيقيّ، وحجمها، ومساحتها، بل وتركيبها الكيميائيّ أيضاً! لكن للحصول على كل هذه المعلومات، سيكون علينا في البداية اتِّباع خطواتها الدقيقة خطوة خطوة، وكل خطوة جديدة ستتيح لنا التعرُّف على ما سيأتي بعدها، حتى نكتشف كل خصائص الكوكب المختلفة.