قالب:التوحيد أول دعوة الرسل/الدروس
|
دعوة الرسل للتوحيد
عدلأرسل الله الرسل ليدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له و توحيده, و كانوا يدعوهم أول ما يدعوهم إلى توحيد الله فاذا تم ذلك و وحدوه دعوهم إلى باقي العبادات, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: (إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذ جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).[1] و في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم توجيه إلى التدرج في دعوة الناس إلى الإسلام, فيبدأ في الأهم فالمهم و لما كان التوحيد هو أصل الإسلام و لا يصح بدونه زكاة و لا صلاة كان هو أول ما يدعى اليه غير المسلم فان اجاب دُعي إلى باقي العبادات. و يقول علي بن ابي العز الدمشقي: " ش : اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل ، وأول منازل الطريق ، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل . قال تعالى : لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ( الأعراف : 59 ) . وقال هود عليه السلام لقومه : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ( الأعراف : 65 ) . وقال صالح عليه السلام لقومه : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ( الأعراف : 73 ) . وقال شعيب عليه السلام لقومه : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ( الأعراف : 85 ) . وقال تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ( النحل : 36 ) . وقال تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ( الأنبياء : 25 ) . وقال صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل [ ص: 22 ] الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ." [2]
شواهد من القرآن
عدلقال تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [3] و قال :( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )[4] فهذا ما دعى اليه الرسل جميعًا و بدأوا به رسالاتهم, أن وحدوا الله و اعلموا انه وحده الخالق الرازق المحيي المميت مالك السموات و الأرض و وحده المستحق للعباده دون شريك يعبد معه, و في هذا المعنى يقول الشيخ سفر الحوالي: "فهذا هو ما دعا إليه الأنبياء جميعا، دعوا إلى توحيد الله تبارك وتعالى حيث افتتحوا دعوتهم واختتموها بذلك. فإن الشرائع والتعبدات جميعاً إنما هي فروع وتوابع للتوحيد.ومعنى كون التوحيد أول دعوة الرسل: هو أن كل نبي إنما يأتي قومه لينذرهم أنه لا إله إلا الله، ويحذرهم من عبادة الطاغوت." [5]