النثر هو خلاف الشعر، وهو شكل أدبي للكتابة قد يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرا. يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلاً جميلاً ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي، الجناس ) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط، والتنسيب، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي "شعر النثر" والذي يحاول أن ينقل المعلومة والفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر.

تطوير النثر

عدل
النثر لغة

يقول صاحب اللسان: «النثر نَثرُكَ الشيءَ بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الجوز واللوز والسکر وکذلك نثر الحبّ إذا بُذر». فالمعنی اللغوي يعني الشيء المبعثر (المتفرق) الذي لايقوم علی أساس في تفرقه وبعثرته، أي: لا يقوم علی أساس من حيث الکيف والکم والاتساع.

النثر اصطلاحاً

هو الکلام الذي ليس فيه الوزن ويعتمد علی الحقائق. بتعبير آخر: النثر هو کلام المقفي بالأسجاع.

النثر أدب إنساني، «وهو علی ضربين: أما الضرب الأول فهو النثر العادي الذي يقال في لغة التخاطب، وليست لهذا الضرب قيمة أدبية إلا ما يجري فيه أحيانا من أمثال وحکم، وأما الضرب الثاني فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلی لغة فيها فن ومهارة وبلاغة، وهذا الضرب هو الذي يعنی النقاد في اللغات المختلفة ببحثه ودرسه وبيان ما مر به من أحداث وأطوار، ومايمتاز به في کل طور من صفات وخصائص، وهو يتفرع إلی جدولين کبيرين، هما الخطابة والکتابة الفنية ـ ويسميها بعض الباحثين باسم النثر الفني ـ وهي تشمل القصص المکتوب کما تشمل الرسائل الأدبية المحبرة، وقد تتسع فتشمل الکتابة التاريخية المنمقة».

نشأة النثر الفني

عدل

يجد الباحث عنتا کبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة العربية. إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة الأدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود الأدبي لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر، ولم يستطيعوا علی الرغم من جهودهم ودراساتهم أن يصلوا في ذلك الموضوع إلی نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمکن الاطمئنان إليه.أما هذه الآثار النثرية المختلفة التي تنسب إلی الجاهليين، فيکاد مؤرخو الأدب يتفقون علی عدم صحة شيء منها، والسبب في عدم الثقة بهذه النصوص هو أن وسائل التدوين لم تکن ميسرة في العصر الجاهلي.

الآراء حول نشأة النثر الفني في العصر الجاهلي

عدل

يؤکد الدکتور زکي مبارك أنه قد کان للعرب في الجاهلية نثر فني له خصائصه وقيمته الأدبية، وأن الجاهليين لابد وأن يکونوا قد بلغوا في ذلك المضمار شأوا بعيدا لايقل عما وصل إليه الفرس واليونان في ذلك الوقت، بل أنهم في إنتاجهم الأدبي في النثر لم يکونوا متأثرين تأثراً کبيرا بدولة أخری مجاورة أو غير مجاورة، وإنما کانت لهم في کثير من الأحيان أصالتهم وذاتيتهم واستقلالهم الأدبي الذي تقتضيه بيئتهم المستقلة، وحياتهم التي کانت أقرب إلی الانعزال. وإذا کانت الظروف المختلفة لم تساعد علی بقاء هذا التراث من النثر الجاهلي، فليس معنی ذلك أن نهدره ونحکم بعدم وجوده، وإنما يجب أن نلتمسه في مصادر أخری. ونحن إن فعلنا هذا فسوف نجد بين أيدينا حجة لاتنکر، ودليلا لا يجحد علی أن ثمة نثرا جاهليا، ألا وهو القرآن الکريم. فإذا کنا نؤمن بأن هذا القرآن قد نزل لهداية هؤلاء الجاهليين، وإرشادهم، وتنظيم حياتهم في نواحيها المختلفة من دينية، وأخلاقية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، وأنه کان يخاطبهم وهم بطبيعة الحال لايخاطبون إلا بأسلوب الذي يفهمونه ويتذوقونه، وأنه کان يتحداهم في محاکاته، والإتيان بسورة من مثله ولا يسوغ في العقل أن يکون هذا التحدي إلا لقوم قد بلغوا درجة ما من بلاغة القول، وفصاحة اللسان تجعلهم أهلا لهذا التحدي حتی يصدق معناه، إذا کان هذا کله، وأن القرآن الکريم قد نزل بلغة العرب وعلی لسان واحد منهم ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم﴾ تأکد لنا أن العرب الجاهليين قد عرفوا النثر الفني، وأن القرآن يمکن أن يعطينا صورة ـ ولو تقريبية ـ عن شکل هذا النثر، ومنهجه، وحالته التي کان عليها. وکذلك يعتقد الدکتور محمد عبدالمنعم خفاجي بوجود النثر الفني في الجاهلية.

ويری الدکتور طه حسين بأن النشر الفني بمعنی أنه تعبير جميل رصين محکم يستدعي الرؤية والتفکير والإعداد، لايتصور أن يکون موجودا في العصر الجاهلي؛ إذ أن هذا اللون من النثر إنما يلائم نوعا من الحياة لم يکن قد تهيأ للعرب إذ ذاك. فهذه الحياة الأولية الفطرية السهلة التي کان يحياها العرب قبل الإسلام لم تکن تسمح بقيام هذا اللون من الکتابة الفنية التي تستدعي بطبيعتها الرؤية، والتفکير، ووجود جماعة إنسانية منظمة تسودها أوضاع سياسية واجتماعية معقدة. وهذا النثر المنسوب إلی الجاهليين ليس إلا شيئا منحولا مدسوسا عليهم. حيث أنه علی هذا النحو الذي روي به لايکاد يمثل الحياة الجاهلية تمثيلا کاملا. فهذه الخطب، والوصايا، والسجع، والکلام الذي ينسب لقس بن ساعدة، وأکثم بن صيفي، وغيرهما يکفي أن ننظر إليه نظرة واحدة لنرده بأجمعه إلی العصور الإسلامية التي انتحلت فيها کل هذه الأشياء؛ لنفس الأسباب التي انتحل الشعر من أجلها وأضيف إلی الجاهليين. ويتحدث شوقي ضيف عن نشأة النثر الفني في الأدب العربي بقوله «نحن لانغلو هذا الغلو الذي جعل بعض المعاصرين يذهب إلی أن العرب عرفوا الکتابة الفنية أو النثر الفني منذ العصر الجاهلي، فما تحت أيدينا من وثائق ونصوص حسية لا يؤيد ذلك إلا إذا اعتمدنا علی الفرض والظن، والحق أن ما تحت أيدينا من النصوص الوثيقة يجعلنا نقف في مرحلة وسطی بين الرأيين، فلا نتأخر بنشأة الکتابة الفنية عند العرب إلی العصر الجاهلي، بل نضعها في مکانها الصحيح الذي تؤيده المستندات والوثائق، وهو العصر الإسلامي».

النثر في العصر الإسلامي

عدل

النثر الفني في عهد النبوة، لم يکد يختلف اختلافا جوهريا عن النثر الجاهلي. «دخل النثر العربي في طور جديد بظهور الإسلام، بعد أن تعرضت الحياة الأدبية لانقلاب شامل وتطور بعيد المدی. ولم يکن ثمة بد من أن يتأثر الأدب بالحياة الجديدة وأن يکون صدی لأحداثها واتجاهاتها. وکانت مظاهر التطور في النثر أوضح منها في الشعر، لأن الشعر فن تقليدي يترسم فيه الشاعر خطا سابقيه، ويلتزم أصولا محددة، ولذلك يکون أبطأ من النثر استجابة لدواعي التطور». أما أغراض النثر ومعانيه، فإنها بلا شك قد تغيرت تغيرا محسوسا بظهور الإسلام، و «تلوّن النثر في هذا العهد بجميع ألوان الحياة الجديدة فکان خطابة، وکتابة، ورسائل وعهودا، وقصصا، ومناظرات، وتوقيعات، وکان على کل حال أدبا مطبوعا. وامتاز النثر في هذا العهد بالإيجاز علی سنة الطبيعة العربية الأصيلة».

النثر في العصر الأموي

عدل

کانت الکتابة ضرورة إدارية ملحة لا غنی عنها في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، في المکاتبات والدواوين المختلفة. کما کانت ضرورة اجتماعية لا غنی عنها في المعاملات. وکانت کذلك ضرورة علمية لا غنی عنها في الحرکة العلمية التي ازدهرت في العصر الأموي وتعاظمت في أواخره. ونتيجة لذلك کله توسع انتشار الخط واستعمال الکتابة، إبان ذلك العصر، توسعا عظيما، نظراً لإقبال الناس علی طلبه.

يقول الدکتور شوقي ضيف: «أن الکتابة نمت في العصر الأموي نموا واسعا، فقد عرف العرب فکرة الکتاب وأنه صحف يجمع بعضها إلی بعض في موضوع من الموضوعات، وقد ألفوا فعلا کتبا کثيرة». وقد کانت لمن يعرف الکتابة مکانة رفيعة عند الناس، إذ کانوا يعرفون له قدرة، وکان سعيد بن العاص يردد دائماً قوله: «من لم يکتب فيمينه يسری».

لعل من أهم الأسباب التي هيأت لرقي الکتابة الفنية في هذا العصر تعريب الدواوين في البلاد المختلفة. وتعقد الحياة السياسية، وکثرة الأحزاب والمذاهب.

«وقد تجلت بواکير الکتابة في أواخر العصر الأموي بفضل موهبة عبدالحميد بن يحيی الکاتب». ولقد أجمع النقاد والمؤرخون في القديم والحديث علی أن عبد الحميد إمام طور جديد في الکتابة العربية، وأنه هو الذي وضع الأساس لهذا المنهج الکتابي الذي اقتفاه الکتاب من بعده، وهو «أبلغ کتاب الدواوين في العصر الأموي وأشهرهم، وقد ضربت ببلاغته الأمثال». و«کان عبد الحميد أول من فتق أکمام البلاغة وسهل طرقها وفك رقاب الشعر». وقال ابن النديم: «عنه أخذ المترسلون ولطريقته لزموا، وهو الذي سهل سبيل البلاغة في الترسل». إذن لقد تواترت آراء المؤرخين والأدباء منذ القرن الثالث الهجري علی أن الرجل ذو مکانة ملحوظة في تاريخ النثر العربي، وأنه ذو أثر عميق في تطور الکتابة الفنية، وأنه قد سن طريقة جديدة سار علی نهجها من جاء بعده من الکتاب.

النثر في العصر العباسي

عدل

زخر العصر العباسي بالأحداث التاريخية، والتقلبات السياسية، کما زخر بالتطورات الاجتماعية التي نقلت العرب من حال إلی حال، وقد کان لکل هذا، فضلا عن نضج العقول بالثقافة، أثر واضح في تطوير الأدب بعامة، والکتابة بصفة خاصة. لقد تقدمت الکتابة الفنية في هذا العصر تقدما محسوسا؛ وسارت شوطا بعيدا في سبيل القوة والعمق والاتساع.

و«أصبح النثر العربي في العصر العباسي متعدد الفروع، فهناك النثر العلمي والنثر الفلسفي والنثر التاريخي، والنثر الأدبي الخالص، وکان في بعض صوره امتدادا للقديم؛ وکان في بعضها الآخر مبتکرا لا عهد للعرب به». وکان تشجيع الخلفاء والوزراء والرؤساء للأدب وللکتاب باعثا علی النهوض بالکتابة، داعيا إلی ارتفاع شأنها، وسمو منزلتها، ثم کان التنافس القوي بين الأدباء وتسابقهم إلی خدمة الخلفاء والرؤساء حافزا علی تجويدها والتأنق في أساليبها. «إن الکتابة کانت جواز عبور إلی الوزارة وبعض الوظائف المرموقة في مرافق الدولة لذلك کان علی الراغبين في الوصول إلی هذه المناصب العليا إتقان صناعة الکتابة حتی يحققوا أهدافهم التي کانوا يطمحون إليها».

والأغراض التی عبر عنها النثر الفني في هذا العصر قد اختلفت و«بعد أن کان النثر الأموي خطابته وکتابته منصرفا بوجه عام إلی أغراض سياسية وحزبية، ولم يتجه إلی الأغراض الأخری إلا في صورة ضئيلة، فانه في العصر العباسي قد اتجه إلی کثير من الأغراض والموضوعات الشخصية والاجتماعية والإنسانية؛ کالمدح والهجاء والرثاء والاعتذار والتهنئة والتعزية والاستعطاف، والوصف والنسيب والفکاهة والنصح». ونستطيع القول بأن النثر خطا خطوة واسعة؛ فهو لم يتطور من حيث موضوعاته وأغراضه فقط؛ بل إن معانيه قد اتسعت وأفکاره قد عمقت، وأخيلته قد شحذت؛ لأن مشاهد الحياة ومقوماتها العامة قد تغيرت.

مظاهر نهضة النثر في العصر العباسي

عدل
  1. تنوع فنونه وأغراضه: فقد تناول کل مجالات الحياة واستخدمته الدولة في الشؤون السياسية والاجتماعية والثقافية.
  2. وصول الکتاب إلی المناصب الوزارية.
  3. أنه أصبح وعاء لثقافات جديدة، کانت نتيجة لامتزاج الفکر العربي بأفکار الأمم الأخری.
  4. رقي الأفکار وعمق المعاني.
  5. التفنن في أساليبه وظهور مدارس متنوعة.

أسباب نهضة النثر في العصر العباسي

عدل
  • استقرار الأمور في الدولة واتساع العمران، وما يتبع ذلك من رخاء.
  • النضج العقلي وظهور آثار التقدم الفکري في الدولة.
  • ظهور أجيال جديدة من المثقفين من أبناء الأمم المستعربة الذين جمعوا إلی الثقافة العربية الأصيلة فنونا جديدة من ثقافات آبائهم الفرس، الهنود و اليونان.
  • تشجيع الخلفاء والأمراء للکتاب وإغداق الأموال عليهم.
  • وصول الکتاب إلی المناصب الکبيرة جعل الکتابة مطمح کل راغب في الجاه والسلطان.
  • التنافس بين الکتاب في سبيل الإجادة الفنية.
  • کثرة المذاهب الکلامية وحاجة کل مذهب إلی التأييد وشرح مبادئه.

النثر الحديث:

عدل

«في النصف الأول من القرن التاسع عشر، کان النثر في هذه الفترة رکيك الأسلوب يعتمد علی المحسنات البديعية، مسيطرا عليه طريقة القاضي الفاضل علی أساليب کتاب عصره ونهج نهجه، فبدت علی أساليب هؤلاء مظاهر التکلف فأسرفوا في المحاکاة وأوغلوا في الصنعة، وتعمد تصيد الألفاظ والأساليب ذات البريق واللمعان».

في بدايات النثر الأدبي الحديث «کانت القرائح حبيسة الأغراض الضيقة والمعاني التافهة، وقلّما کانت تتجاوز الرسائل الاخوانية، من تهنئة بمولود، أو تعزية بفقيد، أو معاتبة لصديق، وقلّما تعدی موضوع النثر هذه الحدود الضيقة ليلامس اهتمام الناس ويعالج شؤون المجتمع».

«انطلق الفکر الحديث ناشطا وراح يرود آفاقا أرحب تتصل بالواقع وبالمجتمع، نتيجة انتشار أنوار النهضة في أرجاء المشرق العربي. وبدأت الأساليب تتحرر في بعض جوانبها من قيود التصنع اللفظي. غير أن فئة من الناثرين ظلت علی تعلقها بالعبارات المنمقة، وراحت تجد فيها نمطا أدبيا متميزا لا يحسن التفريط به. ومن هذا المنطلق ساغ للشيخ ناصيف اليازجي خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر فن المقامات؛ فدأب علی إحيائه، وجهد في النسج علی منواله... وفي الوقت نفسه کان ثمة ناثرون رواد ومؤلفون کبار أخذوا يراوحون بين النثر المقيد والنثر المرسل، ترفدهم في الحالين موهبة فذة، وفي مقدمة هؤلاء أحمد فارس الشدياق، أحد أرکان النهضة الفکرية، ورائد الصحافة الأدبية».

ويمکن القول بأن اتصال الشرق العربي بالغرب ظل قاصرا في أول الأمر علی النواحي العلمية والفنية التطبيقية. أما النواحي الأدبية فظل فيها الاتصال معدوما. وطبيعي ألا تنهض اللغة وتظل علی عهودها السابقة جامدة راکدة مثقلة بالسجع والمحسنات البديعية». واشتد احتکاك الشرق العربي بالغرب في منتصف القرن التاسع عشر و «أرسلت طائفة من الشباب المصري إلی أوروبا وعلی رأسها رفاعة الطهطاوي «الذي تعلم في الأزهر وتخرج فيه، ورافق البعثة الکبری الأولی لمحمد علي إماما لها. ولم يکتف بعمله، بل أقبل علی تعلم اللغة الفرنسية، حتی أتقنها. وفي أثناء إقامته بباريس أخذ يصف الحياة الفرنسية من جميع نواحيها المادية والاجتماعية والسياسية في کتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريز». وعاد إلی مصر فاشتغل بالترجمة وعيِّن مديرا لمدرسة الألسن، وأخذ يترجم مع تلاميذه آثارا مختلفة من اللغة الفرنسية. وکان ذلك بدء النهضة الأدبية المصرية، ولکنه کان بدعا مضطربا، فإن رفاعة وتلاميذه لم يتحرروا من السجع والبديع، بل ظلوا يکتبون بهما المعاني الأدبية الأوربية. ومن الغريب أنهم کانوا يقرءونها في لغة سهلة يسيرة، ثم ينقلونها إلی هذه اللغة الصعبة العسيرة المملوءة بضروب التکلف الشديد، فتصبح شيئا مبهما لايکاد يفهم إلا بمشقة».

«هناك ظاهرة جديرة بالتسجيل تتعلق بالأدب في تلك الحقبة، وهي الالتفات من بعض الکتاب إلی موضوع الوطن والوطنية، بالمفهوم الحديث تقريبا؛ فقد کان الوطن من قبل ذائبا في جملة العالم الإسلامي أو دولة الخلافة، وليس له دلالة خاصة، وبالتالي ليس هناك کتابات تدور حوله وتتغنی به. أما الآن ومع کتابات رفاعة الطهطاوي بصفة خاصة، فنحن نجد فکرة الوطن تبرز، والتغني به يبدأ، حتی ليمکن أن يعتبر ما کان من ذلك حجر الأساس في الأدب المصري القومي في العصر الحديث. وهکذا نری أن رفاعة الطهطاوي يعتبر واضع بذور التجديد في الأدب المصري الحديث، فأدبه يمثل دور الانتقال من النماذج المتحجرة التي تحمل غالباً عفن العصر الترکي إلی النماذج المجددة التي تحمل نسمات العصر الحديث». «وکان لازدهار النثر الفني عوامل کثيرة من بينها: العناية بدراسة اللغة العربية وآدابها في الأزهر والمدارس والمعاهد والجامعات، وإحياء مصادر الأدب العربي القديم وطبع أحسن مؤلفات الأدباء المعاصرين، وظهور المجلات الأدبية، وعناية الصحف اليومية بالأدب، وإنشاء دارالکتب المصرية، وکثرة ما ترجم من آداب الغرب إلی العربية، وتعدد الثورات الشعبية، التي احتاجت للخطابة، وقيام الصحف مما دعا إلی نهضة الکتابة».

تطور النثر بعد الحرب العالمية الأولی، وظهر الاتجاه الأدبي الذي يدعو أصحابه إلی الأسلوب الفصيح الرصين الجزل، حتی يکون لأدبهم موقع حسن في الأسماع والقلوب، فهم يحرصون علی الإعراب وعلی الألفاظ الصحيحة. وکانوا في إطار تجديد، لا يخرجون عن أصول العربية، ويقوم هذا الاتجاه علی التحول والتطور في اللغة العربية علی نحوما تحولت وتطورت الآداب الأوربية، دون قطع صلتها بالقديم، ومن أصحابه في مصر، طه حسين، هيکل والعقاد. وهذه النزعة المجددة کانت إحياء للقديم وبعثا وتنمية في صور جديدة، ويعتمد علی عنصرين متکافئين وهما المحافظة علی إحياء القديم والإفادة من الآداب الغربية. وقد ظهرت، في أواخر القرن التاسع عشر، أربع طوائف في النثر وهي: طائفة الأزهريين المحافظين، وطائفة المجددين المعتدلين الذين يريدون أن يعبرو بالعربية دون استخدام سجع وبديع، وطائفة المفرطين في التجديد الذين يدعون إلی استخدام اللغة العامية، ثم طائفة الشاميين، التي کانت في صف الطائفة الثانية، واشتدت المعارك بين الطائفة الأولی والطوائف الأخری، حتی انتصرت طائفة المجددين المعتدلين، فعدل الکتاب إلی التعبير بعبارة عربية صحيحة لا تعتمد علی زينة من سجع وبديع، بل يعتمد علی المعاني ودقتها.

وکان محمد عبده علی رأس طائفة المجددين المعتدلين. وهو الذي أخرج الکتابة الصحفية من دائرة السجع والبديع إلی دائرة الأسلوب الحر السليم. وکوّن لنفسه أسلوبا قويا جزلا، ومرّنه علی تحمل المعاني السياسية والاجتماعية الجديدة والأفکار العالية، ومعنی ذلك أنه طور النثر العربي من حيث الشکل والموضوع.

ثم جاء تلميذه لطفي المنفلوطي فقطع بهذا النثر شوطا کبيرا بکتبه ومقالاته، فأنشأ أسلوبا نقيا خالصا ليس فيه شيء من العامية ولا من أساليب السجع الملتوية إلا ما يأتي عفواً، ولم يقلد في ذلك کاتبا قديما مثل ابن المقفع والجاحظ بل حاول أن يکون له أسلوبه الخاص، فأصبح النثر متحررا من کل أشکال قيود السجع والبديع، وبذا يعد المنفطوطي رائد النثر الحديث. وکانت الشهرة التي حظي بها المنفلوطي، تعزی إلی أسلوبه أکثر مما تعزی إلی مضمون مقالاته. وهو أدرك الحاجة إلی تغيير أساليب اللغة العربية، وکثيرا ما عبّر عن اعتقاده بأنّ سرّ الأسلوب کامن في تصوير الکاتب تصويرا صادقا لما يدور في عقله من أفکار.

دور الصحافة والطباعة في تطور النثر

عدل

کانت للصحافة تأثير کبير في حرکة التطور. ولئن کانت في المرحلة الأولی وسيلة السلطة فحسب، فقد غدت، فيما بعد، محرضا وباعثا علی النهضة والتطور. وقد کانت تضم مقالات أدبية أو اجتماعية أو علمية، يفيد منها القراء. وأول من فکر في إنشاء صحيفة، نابليون، الذي أمر بإصدار ثلاث صحف، اثنتين بالفرنسية وواحدة بالعربية. ثم أنشأ محمد علي باشا جريدة رسمية باسم السلطة. وللسوريين واللبنانيين سهم کبير في إصدار عدد ضخم من الصحف والمجلات کالأهرام والمقتطف والمقطم والهلال. وکانت الصحافة هي التي عادت بالکتابة الأدبية إلی أصالتها من حيث کونها خلصتها من التصنع والزخرف ورجعت بها إلی الوضوح ودقة التعبير وطوعتها من جديد للتعبير السمح عن خطرات التفکير ومشاعر الوجدان.

«ففي حقل الصحافة استطاعت الصحف الاسلامية والوطنية أن تصل إلی طبقات کاملة من القراء». وازدهار الصحافة کان نتيجة نمو الحرکات السياسية والاصلاحية واستعلاء الوعي القومي من ناحية والوعي الديني من ناحية أخری. فأصبحت الصحف منابر لتلك الحرکات والمنظمات التي تمثل مختلف الدعوات والمواقف الايديولوجية. وکان القصد عند هؤلاء وأولئك التأثير في الرأي العام والتعبير عن قضاياه. وبذلك يکون ظهور فن المقالة نتيجة من نتائج هذه العوامل کلها، من ظهور الصحافة، وظهور الرأي العام، وظهور الحرکات السياسية والاصلاحية. فعاد الأدب إلی الحياة مرة أخری يعبر عن قضاياه ومنازعها.

«وقد کان لمحمد عبده أثر کبير في نهضة الصحافة في أواخر القرن التاسع عشر، وهو الذي تولی العمل في الوقائع المصرية». وکان للطباعة أيضاً أثر کبير في تطور النثر و «ما کان للنهضة أن تحدث لولا الطباعة، فهي وسيلة النشر الأولی، في عصر يتسم بالتطور السريع، والحاجة إلی الکتاب والصحيفة والمجلة». «کان لازدياد المطابع، والرغبة الأکيدة في طلب المعرفة أن زادت حرکة إحياء التراث العربي، فطبعت أمهات الکتب العربية: الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسی ...». وفي البلاد العربية کان السبق للبنان في استعمال المطبعة.

موضوعات النثر في عصر النهضة

عدل

کانت موضوعات النثر واسعة الأفق، وتناولت مشکلات الحياة وما يهم الشعوب وما يبعث علی اليقظة والنهضة ممثلة في:

الدفاع عن الشعوب المظلومة. الدعوة إلی الأخذ بنظام الشوری في الحکم. محاربة الاستعمار، وإثارة الحمية الوطنية في نفوس الشعوب المستذلة. السعي في إصلاح المفاسد الاجتماعية.

خصائص النثر في عصر النهضة
عدل
  • سلامة العبارة وسهولتها، مع المحافظة علی سلامة اللغة وخلوها من الوهن والضعف.
  • تجنب الألفاظ المهجورة والعبارات المسجوعة، إلا ما يأتي عفواً ولايثقل علی السمع.
  • تقصير العبارة وتجريدها من التنميق والحشو حتی يکون النثر علی قدر المعنی.
  • ترتيب الموضوع ترتيبا منطقيا في حلقات متناسقة، وتقسيم المواضيع إلی فصول وأبواب وفقرات بحيث لايضيع القارئ، ويفهم تناسق الأجزاء ويتبع تسلسلها بسهولة. [42]
أغراض النثر في عصر النهضة
عدل
  1. النثر الاجتماعي الذي يتطلب صحة العبارة، والبعد عن الزخرف والزينة، ووضوح الجمل، وترك المبالغات، وسلامة الحجج وإجراءها علی حکم المنطق الصحيح، لأن الغرض منه معالجة الأمر الواقع، فلا ينبغي استعمال الأقيسة الشعرية، ولا الخيال المجنح.
  2. النثر السياسي أو الصحفي، ويمتاز بالسهولة والوضوح بحيث يکون معناه في ظاهر لفظه؛ لأن الصحف تخاطب الجماهير، ويقرؤها الخاصة والعامة.
  3. النثر الأدبي، وهو أشد أنواع النثر حاجة إلی تخير اللفظ، والتأنق في النظم، حتی يخرج الکلام مشرقا منيرا، لطيف الموقع في النفوس، حلو النبرة في الآذان، لأن للموسيقی اللفظية أثرا کبيرا في الأذهان. وهو أدنی أنواع النثر إلی الشعر. [43]

من مجموع ما مضی «يمکن أن نطلق علی الأدب العربي في القرن التاسع عشر عصر الأدب الاتباعي الکلاسيکي، إلا أن الإتباعية فيه کانت ذات ثلاثة مستويات معرفية: الأول، يعتمد في نثره الأساليب الراقية الفنية في العصور العربية الزاهية، والثاني، کان امتدادا لعصور الانحطاط التي بدأت قبل سقوط بغداد فيما يخص التطور النثري فاکتسب طابعها، اغراق في المحسنات البديعية... وثالث مازج بينهما فکان في نثره يجمع بين کلا الطابعين الأدبيين». [44]

خاتمة البحث

عدل

تبين لنا من خلال هذا البحث أن نشأة النثر العربي في العصر الجاهلي کانت غامضة؛ وکان حظ النثر من الحفظ أقل من حظ الشعر. وفي العصر الإسلامي کانت مظاهر التطور في النثر أوضح منها في الشعر ؛ وأغراض النثر ومعانيه قد تغيرت تغيرا محسوسا بظهور الإسلام. وکانت الکتابة ضرورة علمية لا غنی عنها في الحرکة العلمية التي ازدهرت في العصر الأموي وتعاظمت في أواخره؛ ونتيجة لذلك توسع انتشار الخط واستعمال الکتابة، إبان ذلك العصر، توسعا عظيما، نظراً لإقبال الناس علی طلبه. وفي العصرالعباسي خطا النثر خطوة واسعة، فهو لم يتطور من حيث موضوعاته وأغراضه فقط؛ بل إن معانيه قد اتسعت وأفکاره قد عمقت، وأخيلته قد شحذت؛ لأن مشاهد الحياة ومقوماتها العامة قد تغيرت. وفي العصر الحديث خرج النثر من عهد الانحطاط، وبدأت الأساليب تتحرر في بعض جوانبها من قيود التصنع اللفظي؛ وکان للطباعة و الصحافة أثر کبير في تطور النثر.

فهرس المصادر والمراجع

عدل
ويكيبيديا تحتوي على مقالة عن:
  • الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام: محمد عبدالمنعم خفاجي. دارالتأليف، القاهرة، ط 1، 1952م.
  • الأدب العربي المعاصر في مصر: شوفي ضيف. دارالمعارف، القاهرة، ط 7، لاتا.
  • الأدب العربي من الانحدار إلی الازدهار: جودت الرکابي. دارالفکر، دمشق، ط 2، 1996م.
  • الأدب العربي وتاريخه في العصرين الأموي والعباسي: محمد عبدالمنعم خفاجي. دارالجيل، بيروت، لاط، 1990م.
  • الأدب والنصوص: سيد سعيد غزلان وآخرون. لانا، لاط، لاتا.
  • أعلام في النثر العباسي: حسين الحاج حسن. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط 1، 1993م.
  • تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات. دارالمعرفة، بيروت، ط 11، 2007م.
  • تطور الأدب الحديث في مصر: أحمد هيکل. دارالمعارف، القاهرة، ط 6، 1994م.
  • الجامع في تاريخ الأدب العربي: حناالفاخوري. منشورات ذوي القربی، قم، ط 3، 1427هـ.
  • دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه: محمد عبدالمنعم خفاجي. دارالجيل، بيروت، ط 1، 1992م.
  • دراسات في الأدب العربي: هاملتون جيب. المرکز العربي للکتاب، دمشق، لاط، لاتا.
  • الرائد في الأدب العربي: إنعام الجندي. دارالرائد العربي، بيروت، ط 2، 1986م.
  • صبح الأعشی في صناعة الإنشاء: أبوالعباس أحمد بن علي القلقشندي. وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة، نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية، لاط، لاتا.
  • الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث: محمد الکتابي. دارالثقافة، ط 1، 1982م.
  • العقد الفريد: ابن عبدربه. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، لاط، 1942 م.
  • الفن ومذاهبه في النثر العربي: شوقي ضيف. دارالمعارف، القاهرة، ط 12، لاتا.
  • الفهرست: ابن النديم. دارالمعرفة، بيروت، لاط، لاتا.
  • في الأدب الجاهلي: طه حسين. مطبعة فاروق، القاهرة، لاط، 1933م.
  • في الأدب الحديث: عمرالدسوقي. دارالفکر، القاهرة، ط 8، 1973م.
  • لسان العرب: ابن منظور. دارإحياء التراث العربي، بيروت، ط 2، 1992م.
  • المقال وفنونه عندالشيخ علي يوسف: طاهر عبد اللطيف عوض. مکتبة الکليات الأزهرية، القاهرة، لاط، 1989م.
  • المقدمة في نقد النثر العربي: علي حب اللَّه. دارالهادي، بيروت، ط 1، 2001م.
  • من حديث الشعر والنثر: طه حسين. مطبعة الصاوي، القاهرة، ط 1، 1936م.
  • مواکب الأدب العربي عبرالعصور: عمرالدقاق. طلاس، دمشق، ط 1، 1988.
  • النثر الفني في القرن الرابع الهجري: زکي مبارك. المکتبة العصرية، بيروت، لاط، لاتا.
  • النثر الفني وأثر الجاحظ فيه: عبدالحکيم بلبع. مکتبة الأنجلو المصرية، لاط، لاتا.
  • النصوص الأدبية: نوري حمودي علي وآخرون. دارالحرية، بغداد، ط 1، 1979م.

[1] لسان العرب: ابن منظور، دارإحياء التراث العربي، بيروت، ط 2، 1992م، مادة (نثر)
[2] الفن ومذاهبه في النثر العربي: شوقي ضيف، دارالمعارف، القاهرة، ط 12، لاتا، ص: 15
[3] النثر الفني في القرن الرابع الهجري: د. زکي مبارك، المکتبة العصرية، بيروت، لاط، لاتا، ج: 1، ص: 50 و مابعدها
[4] الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام: د.محمد عبدالمنعم خفاجي، دارالتأليف، القاهرة، ط 1، 1952م، ص:78
[5] في الأدب الجاهلي: د. طه حسين، مطبعة فاروق، القاهرة، لاط، 1933م، ص: 369؛ ومن حديث الشعر والنثر: د. طه حسين، مطبعة الصاوي، القاهرة، ط 1، 1936م، ص: 24 وما بعدها
[6] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 104
[7] مواکب الأدب العربي عبرالعصور: د. عمر الدقاق، طلاس، دمشق، ط 1، 1988، ص: 77
[8] الجامع في تاريخ الأدب العربي (الأدب القديم): حنا الفاخوري، منشورات ذوي القربی، قم، ط 3، 1427هـ، ص: 322
[9] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 100
[10] صبح الأعشی في صناعة الإنشاء: أبوالعباس أحمد بن علي القلقشندي، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة، نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية، لاط، لاتا، ج:1،ص: 37
[11] النثر الفني وأثر الجاحظ فيه: عبدالحکيم بلبع، مکتبة الأنجلو المصرية، لاط، لاتا، ص:122
[12] المصدر نفسه، ص: 125
[13] مواکب الأدب العربي عبرالعصور، ص: 118
[14] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 114
[15] العقد الفريد: ابن عبد ربه، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، لاط، 1942 م ،ج:2،ص:106
[16] الفهرست: ابن النديم، دارالمعرفة، بيروت، لاط، لاتا، ص: 170
[17] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 125
[18] الأدب العربي وتاريخه في العصرين الأموي والعباسي: د. محمد عبدالمنعم خفاجي، دارالجيل، بيروت، لاط، 1990م، ص: 312
[19] أعلام في النثر العباسي: د. حسين الحاج حسن، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط 1، 1993م، ص: 18
[20] النثر الفني وأثر الجاحظ فيه، ص: 148
[21] الأدب والنصوص: سيد سعيد غزلان وآخرون، لانا، لاط، لاتا،ج:2، ص:178
[22] المصدر نفسه،ج:2، ص: 178ـ179
[23] المقال وفنونه عند الشيخ علی يوسف: طاهر عبد اللطيف عوض، مکتبة الکليات الأزهرية، القاهرة، لاط، 1989م، ص: 46
[24] مواکب الأدب العربي عبرالعصور، ص: 249
[25] المصدر نفسه، ص: 250ـ 251
[26] الأدب العربي المعاصر في مصر: شوقي ضيف، دارالمعارف، القاهرة، ط 7، لاتا، ص: 170ـ 171
[27] المصدر نفسه، ص: 171
[28] تطور الأدب الحديث في مصر: أحمد هيکل، دارالمعارف، القاهرة، ط 6، 1994م، ص: 41ـ 42
[29] دراسات في الأدب العربي الحديث و مدارسه: محمد عبدالمنعم خفاجي، دارالجيل، بيروت، ط 1، 1992م ،ج:2، ص:303
[30] الأدب العربي المعاصر في مصر، ص: 192 ـ 193
[31] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 392
[32] الأدب العربي المعاصر في مصر، ص: 227
[33] دراسات في الأدب العربي: هاملتون جيب، المرکز العربي للکتاب، دمشق، لاط، لاتا، ص: 55
[34] الرائد في الأدب العربي: إنعام الجندي، دارالرائد العربي، بيروت، ط 2، 1986م، ج:2، ص: 243ـ 244
[35] الصراع بين القديم و الجديد في الأدب العربي الحديث: محمد الکتابي، دارالثقافة، ط 1، 1982م، ج:1، ص: 482 ـ483
[36] دراسات في الأدب العربي، ص: 51
[37] دراسات في الأدب العربي الحديث و مدارسه، ص: 311
[38] الرائد في الأدب العربي، ج:2، ص: 245
[39] النصوص الأدبية: نوري حمودي علي و آخرون، دارالحرية، بغداد، ط 1، 1979م، ص: 57
[40] تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات، دارالمعرفة، بيروت، ط 11، 2007م، ص: 314
[41] في الأدب الحديث: عمرالدسوقي، دارالفکر، القاهرة، ط 8، 1973م، ج:1،ص: 340 وما بعدها
[42] الأدب العربي من الانحدار إلی الازدهار: جودت الرکابي، دارالفکر، دمشق، ط 2، 1996م، ص: 327 ـ 328
[43] في الأدب الحديث، ص: 325 وما بعدها
[44] المقدمة في نقد النثر العربي: علي حب اللَّه، دارالهادي، بيروت، ط 1، 2001م، ص: 225 ـ 226