معنى التوحيد عند الصوفية

كان غاية معنى التوحيد عند الصوفية [1] هو شهود توحيد الربوبية والفناء فيه.


تعريف التوحيد عند الصوفية

عدل
  1. التوحيد عند الصوفية هو مشاهدة الوحدانية بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وأعلى من ذلك أن لا يرى في الوجود إلا واحداً فلا يرى نفسه.[2]
  2. التوحيد عند الصوفية هو " ظهور صفة الوحدانية للعبد حتى ينمحق كله فيها؛ ولا يبقى له أثر إلا مجرد التصديق القلبي بأن ذلك حق".[3]
  3. وفي معجم ألفاظ الصوفية: "التوحيد عند الصوفية هو شهادة المؤمن يقيناً، أن الله - تعالى - هو الأول في كل شيء، وأقرب من كل شيء، وهو المعطي المانع لا معطي ولا مانع ولا ضار ولا نافع إلا هو".[4]
  4. وقالوا أيضا في تعريف التوحيد أنه: "الفناء عن رسوم الصفات في الحضرة الواحدية، وشهود الحق بأسمائه وصفاته لا غير. وفي الحقائق: الفناء في الذات مع بقاء رسم الخفي المستور بنور الحق المشعر بالإثنينية المثبت للخلة".[5]

نقد تعريف التوحيد عند الصوفية

عدل

يبين ابن تيمية في نقد للصوفية أن الإقرار بتوحيد الربوبية لم يخرج مشركي العرب عن شركهم، فقال الله {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَات وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان - 25] وذلك لأنهم لم يقوموا بلازمه وهو توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة, يقول ابن تيمية: "فكذلك طوائف من أهل التصوف المنتسبين إلى المعرفة والتحقيق والتوحيد غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد، وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، لاسيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده، وبمشهوده عن شهوده، وبمعروفه عن معرفته، ودخل في فناء توحيد الربوبية. فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها، ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد، ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً لله أو من سادات الأولياء.[6]

المراجع والهوامش

عدل
  1. الصوفية: نسبتهم أقرب ما تكون إلى الصوف وهو اللباس الذي كانوا يرتدونه لتزهدهم، وكان أول طريقهم هو الزهد في الحياة الدنيا، وانتهى بهم المطاف إلى طريق الفسق والوجد والفناء والاتحاد والحلول وغير ذلك، وهي بدعة دخيلة على الإسلام، وملاعب للوثنية يمارس فيها البدع والخرافات. وقد تشعبت إلى طرق عدة لكل طريقة منها شيخ له منهج مختلف في الأدعية والبدع يتبعه عليها مجموعة من المريدين. انظر عنهم: رسالة الصوفية الفقراء لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى 11/5 - 24، 25 - 26، التصوف لإحسان إلهي ظهير.
  2. إحياء علوم الدين للغزالي 4/240.
  3. رسالة التوحيد للنابلسي النقشبندي ص 43.
  4. معجم ألفاظ الصوفية للدكتور الشرقاوي ص92.
  5. اصطلاحات الصوفية للقاشاني ص220، وانظر: معجم كلمات الصوفية لأحمد النقشبندي ص197، المعجم الصوفي للحفني ص60.
  6. التدمرية ص186 - 187، وانظر في بيان فساد توحيد الصوفية: مجموع الفتاوى 10/219، 13/198 - 199، مدارج السالكين 1/152 - 153، 158 - 160، 169، 244، 327، 519، 3/397، طريق الهجرتين لابن القيم ص55،98، عدة الصابرين لابن القيم ص35.